69

 الامان

 

136397 Corporate banner sizes Artboard 21 970.00x250.00px

00000000000000066

 

متحف العين الوطني.. رحلة بين العصور شاهدة على تاريخ الأجداد

08 أيار 2019


 

عندما تقرر أن تجري زيارة خاصة له وتضع قدميك عند مدخل بابه، ستجد نفسك انتقلت إلى عصر آخر، أو تحديدًا عدت إلى العصر الحجري، وأثناء تجولك لن تشعر بأنك تسير من مكان لأخر، بل أنك تنتقل من عصر إلى آخر حتى تصل إلى نشوء دولة الإمارات العربية المتحدة. إنه متحف العين الوطني الذي يعدّ من أقدم متاحف الدولة، بعدما أقيم بتوجيهات من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسّس الدولة عام 1969، ليكون متحفًا يضمّ الآثار المكتشفة في مدينة العين. وفي عام 1970 تم افتتاح المتحف في قلعة سلطان بن زايد الأول من قبّل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبوظبي، والذي كان ولي عهد إمارة أبوظبي في ذلك الحين. وفي عام 1971، انتقل المتحف إلى المبنى الحالي الذي افتتحه رسميًا سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية.

 

ويضمّ المتحف باقة واسعة من الآثار المُكتشفة في العديد من المواقع الأثرية المنتشرة في أنحاء المنطقة، بما في ذلك أدوات مصنوعة من حجر الصوّان ورؤوس سهام يعود تاريخها إلى الألفية السادسة قبل الميلاد. وينقسم المتحف إلى ثلاثة أقسام تتمثل في قسم الآثار وقسم الإثنوغرافيا وقسم الهدايا التذكارية، ويقدم لمحة من مختلف أوجه الحياة في الإمارات العربية المتّحدة. ويتضمن المتحف مجموعات مثيرة للاهتمام من مقتنيات البدو كالمجوهرات والآلات الموسيقية والأسلحة ومجالس عربية أعيد بناؤها.

 

رائحة الأجداد وعبق التاريخ:

ويحتوي المتحف على الكثير من القطع الأثرية والمعدات والأدوات والملابس، وغيرها مما يحمل رائحة الأجداد الذين سكنوا البلاد منذ آلاف السنين. وتعددت الأجنحة والأقسام في المتحف، ليأتي على رأسهم من حيث التميز، الجناح الخاص بالهدايا التي قدمت إلى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة من ملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة. فقد أقيم هذا الجناح بناءً على رغبة وتوجيهات الشيخ زايد نفسه، وهو قام بتحويل بعض الهدايا إلى المتحف الذي قام بدوره بعرضها. ويضم هذا الجناح كذلك بعض الهدايا التي تم تقديمها إلى المتحف مباشرة من قبل المسؤولين وكبار الشخصيات.

 

وتمثلت الهدايا المعروضة في: صينية نقش عليها توقيع الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، ونموذجًا لقارب جميل مطعم بالعاج، وهو تايلاندي الصنع. وفي المتحف نسخة من الجبس لنسر يعتقد بأنه كان بمثابة شعار لمملكة الحضر الكائنة في شمال غرب العراق، تلك المملكة العربية التي اشتهرت في القرون الأولى للميلاد. وفي إحدى خزانات جناح الهدايا تم عرض أربعة طوابع أصدرها متحف العين الوطني بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على إنشائه. وأيضًا هدايا أخرى من اليابان والمغرب والسعودية والأردن ولبنان وعمان وإيران واليمن وتركيا، ودول أخرى.

 

وجاءت المعروضات الأخرى التي قدمت هدية إلى الشيخ زايد، في صورة نخلة من الذهب، قدمت من أمير البحرين المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، وأخرى عبارة عن نموذج لسفينة مصنوعة من الذهب، قدمت من الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا.

 

حبة من الرز.. تعكس فخامة الهدايا

أما أصغر هدية حجمًا فهي حبة من الرز كتبت عليها سورة الفاتحة ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. ومن ضمن الهدايا كذلك عدد من البنادق والخناجر والسيوف التي أهديت إلى المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ومن تركيا عرضت نسخة مقلدة لذكر الأيل تم العثور على الأصل، والذي يرجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد في المقبرة الملكية في موقع آلاكا هيوك القريب من بوغازكوي.

 

وأحدث الهدايا التي دخلت متحف العين الوطني فهي بندقية جميلة مزينة بخيوط الفضة من النوع المسمى "صمعة" وسيف وخنجر ذو شكل مميز، جميعها قدمت إلى المتحف من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

 

ويحتوي هذا الجناح على مجموعة قيمة من الآثار الإسلامية التي أهداها الرئيس الراحل للجمهورية العربية السورية حافظ الأسد عندما قام بزيارة المتحف في شهر نوفمبر من عام 1972، وتشمل على عدد من المسكوكات الذهبية والفضية وأوان من الخزف والزجاج وأدوات من المعدن، بينها مبخرة جميلة تعود جميعها إلى العصرين الأيوبي والمملوكي.