إسطنبول-(أ ف ب) – استأنفت المعارضة التركية الثلاثاء حملاتها بعد النتائج المخيبة للآمال لمرشحها للرئاسة كمال كيليتشدار أوغلو محاولة حشد أصوات الشباب لإزاحة الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب اردوغان.
كتب كمال كيليتشدار أوغلو متوجها الى اولئك الشباب الذين لا يستطيعون حتى “تحمل ثمن القهوة” في تركيا التي تعاني من التضخم وثلث ناخبيها دون سن 34 عاما، وقال “أمامنا 12 يوما، يجب أن نخرج من النفق (والظلام)”.
وقال المرشح عن حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي-ديموقراطي علماني) البالغ من العمر 74 عاما والذي يراس تحالفا يضم محافظين وقوميين وليبراليين من اليمين-الوسط واليسار “الشباب لا يأتي إلا مرة واحدة”.
تراهن المعارضة على أن الاتراك سئموا بعد عشرين عاما من سلطة اردوغان وخصوصا الشباب ومن بينهم حوالى خمسة ملايين يصوتون للمرة الأولى.
كما تراهن على الوضع الاقتصادي الصعب وتدهور قيمة الليرة التركية الذي أدى الى ارتفاع التضخم في الخريف الى نسبة تقارب 85%
لكن الرئيس التركي الاسلامي-المحافظ وخلافا لتوقعات كل استطلاعات الرأي نال الأحد 49,5% من الأصوات مقابل 44,89% لكيليتشدار أوغلو.
وذهبت نسبة 5% من الأصوات الى المرشح الثالث النائب القومي المتشدد السابق سنان أوغان البالغ من العمر 55 عاما.
– مخاطر تراجع الزخم –
في الواقع، بدأت الحملة ضمنيا حتى قبل إعلان النتائج الرسمية للدورة الأولى التي حشدت حوالى 89% من الناخبين.
ليل الاحد الاثنين وفيما كان يجري فرز الأصوات، ظهر الرئيس اردوغان رافعا ذراعيه أمام حشد متحمس من على شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة.
في المقابل، بقي محيط مقر حزب الشعب الجمهوري مقفرا.
حذر كمال كيليتشدار أوغلو الثلاثاء من أن على حزبه أن “يحارب بشكل أقوى للتخلص من سلطة بمثل هذه الوحشية” في حين يندد معسكره بمحاولة إسكات كل صوت معارض وبالقيود المفروضة على الإعلام.
لانه وعلى الرغم من الدعم الذي نالته من غالبية الناخبين الأكراد، لم تتمكن المعارضة من التأثير على شعبية اردوغان.
وقال بيرك إيسن الباحث في العلوم السياسية في جامعة سابانجي في اسطنبول إن “كمال كيليتشدار أوغلو ليس اسما جديدا أيضا بالنسبة للشباب، فهو يبلغ من العمر 74 عاما، ولم ينجح فعليا في تحريك الناخبين الشباب”.
وأضاف أن “المعارضة مفككة بالكامل، سيكون من الصعب عليها تجميع صفوفها مجددا للفوز” في الدورة الثانية في 28 أيار/مايو متوقعا “نسبة مشاركة أقل” عما كانت عليه الأحد.
سيدعى الأتراك في الخارج للتصويت اعتبارا من ا
القدرة على إعادة حشد ناخبي المعارضة هي العنصر غير المعروف في الدورة الثانية لا سيما في مناطق جنوب البلاد المنكوبة من جراء زلزال 6 شباط/فبراير الذي أوقع أكثر من 50 الف قتيل.
خصوصا في محافظة هاتاي التي نالها قسط كبير من الدمار والوحيدة بين المناطق المنكوبة التي لم تصوت باعداد كبيرة للرئيس الذي كثف وعوده بإعادة بناء 650 ألف منزل دمرت خلال السنة.
هناك مسألة أخرى تتعلق بتجيير الأصوات التي نالها سنان أوغان.
فالنائب القومي المتشدد السابق لم يعلن بعد ما اذا كان سيدعم مرشح أو آخر لكنه أكد معارضته لأي تنازل في المسألة الكردية.
لكن اردوغان لن يكون بالضرورة بحاجة لهذه الأصوات، لأنه كان ينقصه أقل من نصف نقطة للفوز من الدورة الأولى أي حوالى نصف مليون صوت من أصل 64 مليون ناخب.
وقال ابراهيم كالن الناطق باسم الرئاسة التركية والمستشار المقرب لاردوغان الثلاثاء “الدورة الثانية ستكون أكثر سهولة بالنسبة الينا. هناك فارق خمس نقاط (بين المرشحين)، حوالى مليونين ونصف مليون صوت. يبدو أن ليس لديهم أي فرصة لسد هذه الفجوة”.
وقد حصل الرئيس المنتهية ولايته على غالبية في البرلمان الأحد مع نواب حزبه (العدالة والتنمية) ونواب حلفائه القوميين.