طباعة هذه الصفحة

الأمن والأمان

24 آب/أغسطس 2019

عند الحديث عن مفهوم الامن والامان الذي نعتبره من اهم المميزات التي تمتاز بها بلدنا في اقليم مضطرب غير مستقر تسوده الكثير من النزاعات والحروب، يتبادر الى الذهن مفهوم هذا المصطلح والكلمة التي تلازمه وتأتي بعده مباشرة وهي الامان، حيث يعني الاول مجموعة من التدابير والقوانين التي يتّبعها الإنسان لتحقيق الحماية لنفسِه ومالِه وممتلكاته أو عرِضه أو أيّ شيءٍ ثمينٍ يخاف عليه.
وقبل الخوض في موضوع الامان علينا ان ناخذ موضوع الامن كمفهوم شامل دون تجريد، او التوقف عند نوع واحد من انواعه لان الموضوع لا يتوقف عند حماية الدولة وحدودها من الارهاب والعمليات العسكرية والمحافظة على الممتلكات من اي تهديدات خارجية تمس او تلحق الضرر بها، لان هناك انواعا عديدة تشكل بمجملها مفهوما واحدا ومن ثم يتبعها الامان، لذلك لا بد من التطرق لها لاهميتها ودراسة مدى انسجامها مع واقعنا.
فبعد العسكري هناك الامن السياسي الذي يعني استقرار نِظام الدولة وجميع الحكومات فيها وتقسيماتها التنظيميّة، وحمايتها من الانهيار أو وجود الثغرات فيها التي قد تكون مصدر تهديد .
 وفي حال اكتفينا بهذين النوعين او المكونين للامن وهما العسكري والسياسي فانني استطع الجزم في القول بان موضوع الامن لدينا مكتمل العناصر والنتائج، الا ان الموضوعية تشير الى وجود انواع اخرى لا نستطيع اغفالها لانها لا تقل اهمية عن سابقاتها وهي اساسية في تحقيق الشمولية وهما الامن الاقتصادي والاجتماعي .
اما الاول وهو الاقتصادي الذي اخذ بعدا اخرا في الدولة الاردنية مشكلا عنصر تهديد وازمات مختلفة لما تمر به دولتنا من ظروف اقتصادية غاية الصعوبة، كلما تحاول ان تخرج من واحدة نجد انفسنا في اخرى اكثر تعقيدا اغرقتنا باجواء نفسية مضطربة، وجملة من القرارات يصعب تفسيرها احيانا كثيرة، حيث اثر هذا الوضع على جميع مفاصل الدولة ومكوناتها بما فيها الوضع الاجتماعي وحالة التنمر على الدولة وقوانينها والفساد وغياب العدالة في تطبيق التشريعات والقوانين وضرب عرض الحائط في كثير من العادات والتقاليد التي تربى عليها مجتمعنا العربي المسلم.
وهذه المكونات الاساسية لا نستطيع فصلها او تجزئتها وتشكل منظومة واحدة في بناء الدول والحضارات منذ نشأة التاريخ مرورا بالحضار الاسلامية حينما قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).
وهنا نذهب الى مفهوم الامان الذي يعتبر شعورا داخليا ينتج عن الأمن الذي تحدثنا عنه مسبقاً، ويتمثل بإحساس الأشخاص والجماعات بالراحة والطمأنينة، مما يوفر لهم جواً مناسباً للقيام بكافة أشكال الأنشطة الحياتية اليومية بمعزل عن الخوف والقلق والتوتر. وهنا اتوقف لاطرح سؤالا علّي اجد الاجابة، اين نحن الان؟

الدستزر