69

 الامان

 

136397 Corporate banner sizes Artboard 21 970.00x250.00px

00000000000000066

 

الملك: لم تمنعنا الظروف الصعبة من مواصلة المسيرة الديمقراطية

10 كانون1/ديسمبر 2020
  • الملك: لم تمنعنا الظروف الصعبة من مواصلة المسيرة الديمقراطية
  • الملك: محاربة الفساد اولوية وطنية
  • الملك للأردنيين: أنتم أهل العزم

قال جلالة الملك عبدالله الثاني إن الظروف لم تمنع الأردن يوما من الاستمرار بالمسيرة الديمقراطية والاستمرار بالاستحقاقات الدستورية، فقد نجح الأردن باجراء الانتخابات البرلمانية بالرغم من جائحة كورونا، وهذا يؤكد عزيمة الأردنيين وإرادتهم.

وأضاف جلالته خلال افتتاحه الدورة غير العادية الأولى لمجلس النواب التاسع عشر الخميس، أن المجلس ينعقد ودولتنا تستعد للدخول بالمئوية الثانية، وهو ما يضع الجميع أمام مسؤولية العمل بروح الفريق لتحقيق المسيرة الوطنية خدمة لأبناء وبنات شعبنا والأجيال القادمة، وبحمد الله هذا الوطن بقوة شعبه قادر على المضي بعزم وثبات فدولتنا فتية بشبابها وعظيمة بانجازاتها منيعة بوحدة شعبها.

وبين جلالته في خطاب العرش أن من يعرف تاريخ هذا الوطن، يقف إجلالا واحتراما لمسيرته، التي كانت على مدى مئة عام، شامخة وصلبة كجبال ‎الأردن، الذي بُني بسواعد أبنائه وعزيمة وتضحيات الآباء والأجداد وكتبوا قصة نجاح اسمها الأردن، فسلام على الأردن وشعبه العظيم.

وشدد على أن المطلوب بهذا الظرف الاستثنائي واضح وقد أشرنا إليه في كتاب تكليف الحكومة والجميع يعلم بحجم المسؤوليات الملقاة علينا جميعاً، فالأولوية بالتعامل مع جائحة كورونا هو صحة المواطن، والاقتصاد الوطني ووضع القرارات المدروسة القابلة للتطبيق والشراكة مع القطاع الخاص، فالعالم يواجه حالة من التراجع الاقتصادي بسبب جائحة كورونا ونحن جزء منه ويجب الاستفادة من الفرص المتاحة لدينا من صناعات غذائية ودوائية وزراعة ومستلزمات طبية.

وأكد ضرورة الرقابة والتشريع من قبل مجلس الأمة، من مبدأ التكاملية والتشاركية وبعيدا عن المصالح الضيقة والشخصية، فثقة المواطن بأجهزة الدولة تحتاج للمزيد من العمل في قطاعات التعليم والصحة والنقل، وأن تكون الشفافية والانجاز نهج عمل الحكومة.

ولفت إلى أن الثقة تتجلى بأروع صورها بالثقة في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وما تتمتع به من كفاءة واقتدار، وهنا أشير لأهمية دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ولهم منا كل التقدير والرعاية عاملين ومتقاعدين.

وأشار إلى أن حماية حقوق المواطنين وترسيخ قواعد العدل والمساواة مسؤوليات يرضخ بها القضاء الذي هو محل ثقتنا واعتزازنا، أما محاربة الفساد فهي أولوية وطنية تحتاج المزيد من الجهود المتواصلة للتصدي لهذه الآفة، فالمال العام مصان والتعدي عليه جريمة بحق الوطن وأهله، ولا بد من محاسبة كل من يعتدي عليه أيا كان.

وبين جلالته أن تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين هو خيارنا الاستراتيجي بما يضمن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد جلالته أن الأردن لن يتهاون في الدفاع عن القدس والمقدسات، فالوصاية الهاشمية واجب والتزام وعقيدة راسخة ومسؤولية نعتز بحملها منذ أكثر من 100 عام، فالقدس هي عنوان السلام ولن نقبل أي مساس بها، والمسجد الأقصى لا يقبل أي شراكة أو تقسيم.

ووجه جلالته رسالة للأردنيين: أنتم أهل العزم فليكن انتماؤنا عملا وعطاء وانجازا فلتبقى هاماتك مرفوعة، وأسأل المولى أن يعيننا جميعا على خدمة وطننا الغالي وشعبنا العزيز.

وتاليا نص خطاب العرش:

"بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين،
حضرات الأعيان،
حضرات النواب،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد


فباسم الله، وعلى بركة الله، نفتتح الدورة غير العادية لمجلس الأمة التاسع عشر، ويسرني أن أتوجه إليكم بالتهنئة والمباركة، بفوزكم بثقة أبناء وبنات الوطن.

حضرات الأعيان،
حضرات النواب،

لم تمنعنا الظروف الصعبة يوما، من مواصلة المسيرة الديمقراطية، والالتزام بالاستحقاقات الدستورية، فقد نجحنا، بحمد الله وتوفيقه، بإجراء الانتخابات النيابية، بالرغم من جائحة كورونا، وهذا يؤكد عزيمة الأردنيين وإرادتهم.

واليوم، ينعقد مجلسكم، ودولتنا تستعد بكل ثقة للدخول في مئويتها الثانية، وهذا يضع الجميع، أعيان الأمة ونوابها، والحكومة، أمام مسؤولية العمل بروح الفريق، لتعزيز مسيرتنا الوطنية، خدمة لأبناء وبنات شعبنا وللأجيال القادمة.

وبحمد الله، هذا الوطن، بقوة شعبه، قادر على المضي بعزم وثبات، فدولتنا فتية بشبابها، عظيمة بإنجازاتها، منيعة بوحدة شعبها.

ومن يعرف تاريخ هذا الوطن، يقف إجلالا واحتراما لمسيرته، التي كانت على مدى مئة عام، شامخة وصلبة كجبال الأردن، الذي بُني بسواعد أهله وأبنائه وعزيمة وتضحيات الآباء والأجداد، الذين حققوا أعظم الإنجازات بأقل الموارد، وكتبوا قصة نجاح اسمها الأردن، فسلام على الأردن وشعبه العظيم.

حضرات الأعيان،
حضرات النواب،

إن المطلوب في هذا الظرف الاستثنائي واضح، وقد أشرنا إليه في تكليفنا للحكومة، وجميعكم على معرفة تامة بحجم المسؤوليات الملقاة علينا جميعاً، فالأولوية في التعامل مع جائحة كورونا، هي صحة المواطن وسلامته، وكذلك الاستمرار في حماية الاقتصاد الوطني، وهذا يستدعي وضع الخطط وبرامج العمل والقرارات المدروسة القابلة للتطبيق وشراكة فاعلة مع القطاع الخاص.

نعلم أن العالم يواجه حالة من التراجع الاقتصادي، بسبب أزمة كورونا، ونحن جزء منه، لذا، لا بد من الاستفادة من الفرص الواعدة لدينا، في الصناعات الغذائية والدوائية والمعدات الطبية والزراعة.

حضرات الأعيان،
حضرات النواب،

إن الدور الدستوري لمجلس الأمة، يجب أن يكون منصبا على الرقابة والتشريع، في إطار من التشاركية والتكامل بين السلطات الثلاث، وبعيداً عن المصالح الذاتية والضيقة.

كما أن ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، أمر في غاية الأهمية، وهذا يستدعي المزيد من العمل وتحسين الخدمات، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والنقل، وأن تكون الشفافية والمكاشفة والإنجاز نهج عمل الحكومة.

وبالحديث عن الثقة، فهي تتجلى في أروع صورها، في الثقة بالقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وما تتميز به من كفاءة واقتدار. ونؤكد هنا أهمية دعم قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، الذين هم المثل والقدوة في التضحية، ولهم منا، عاملين ومتقاعدين، كل التقدير والرعاية.

حضرات الأعيان،
حضرات النواب،

إن حماية حقوق المواطنين، وترسيخ قواعد العدل والمساواة، مسؤوليات ينهض بها القضاء، الذي هو موضع ثقتنا واعتزازنا، والذي نحرص على تمكينه، لمواصلة دوره في تحقيق العدالة وسيادة القانون.

أما محاربة الفساد بأشكاله كافة، فهي أولوية وطنية، تحتاج المزيد من الجهود المتواصلة، للتصدي لهذه الآفة، فالمال العام مصان، والتعدي عليه جريمة بحق الوطن وأهله، ولا بد من محاسبة كل من يعتدي عليه، أيا كان.

حضرات الأعيان،
حضرات النواب،

إن تحقيق السلام العادل والشامل، على أساس حل الدولتين، هو خيارنا الاستراتيجي، وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. أما حرمان الشعب الفلسطيني، من حقوقه العادلة والمشروعة، فهو السبب الرئيسي لبقاء المنطقة رهينة للصراع وغياب الاستقرار.

ونحن لم، ولن نتوانى يوما عن الدفاع عن القدس ومقدساتها وهويتها وتاريخها، فالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، فهي واجب والتزام، وعقيدة راسخة، ومسؤولية نعتز بحملها منذ أكثر من مئة عام، فالقدس هي عنوان السلام، ولا نقبل أي مساس بوضعها التاريخي والقانوني، والمسجد الأقصى، كامل الحرم القدسي الشريف، لا يقبل الشراكة ولا التقسيم.

حضرات الأعيان،
حضرات النواب،

من على هذا المنبر، أتوجه إلى كل فرد في أسرتنا الأردنية، وأقول لهم، أنتم أهل العزم، فليكن انتماؤنا عملا وعطاء وإنجازا، ليبقى الأردن قويا عزيزا، وتبقى هاماتكم مرفوعة. وأسأل المولى عز وجل، أن يعيننا جميعا، على خدمة وطننا الغالي وشعبنا العزيز.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

ولدى وصول جلالة الملك إلى باحة مجلس الأمة، يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، عزفت موسيقات القوات المسلحة السلام الملكي وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته.

وكان في استقبال جلالته لدى وصوله رؤساء السلطات وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.

ونظراً للظروف الاستثنائية جراء جائحة كورونا، تم اختصار المراسم الرسمية، وتطبيق إجراءات احترازية للحفاظ على السلامة العامة.