69

 الامان

 

136397 Corporate banner sizes Artboard 21 970.00x250.00px

00000000000000066

 

للمرّة الأولى.. وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق يُلمِّح للتورّط باغتيال عرفات: “لسنا مسؤولين عن موت كلّ الشخصيات بالمنطقة وأعددنا خطّةً لنفيه للسودان”…زيارةٌ سريّةٌ للخرطوم والرقابة تشطب

12 آذار/مارس 2023

 لا يوجد أدنى شكّ بأنّ الراحل ياسر عرفات، ما زال يقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب، السابقين والحاليين، على الرغم من مرور 19 عامًا على استشهاده في ظروفٍ غامضةٍ، ويُحاول أركان الدولة العبريّة شيطنة عرفات، مُستخدمين جميع الوسائل، وذلك في إطار الحرب النفسيّة التي تشُنّها إسرائيل على الفلسطينيين، قيادةً وشعبًا، وفي هذا السياق، كشف وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال في دولة الاحتلال عن خطةٍ إسرائيليّةٍ وضعها رئيس الوزراء وقتذاك، أرئيل شارون للتخلص من الرئيس الفلسطينيّ الراحل الشهيد ياسر عرفات، وإبعاده عنوةً إلى السودان.

واعترف وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق شاؤول موفاز في حديثٍ خاصٍّ تمّ بثّه ليلة أمس السبت في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ بأنّه “ورئيس الحكومة الإسرائيليّة الأسبق أريئيل شارون خططا لنفي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من الضفة الغربية المحتلة عام 2004، وهو العام الذي شهد أحداث الانتفاضة الفلسطينيّة الثانيّة”، على حدّ قوله.

وجاءت تصريحات موفاز هذه في مقابلة أجرتها معه القناة الـ 12 في التلفزيون الإسرائيليّ للتعقيب على الانقلاب الذي تشهده إسرائيل والمظاهرات التي تعُمّ الكيان احتجاجًا على الخطّة الحكوميّة، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإجهاز على المنظومة القضائيّة بهدف التخلّص من المحاكمة ضدّه، والتي تنسب فيها النيابة العامّة الإسرائيليّة لنتنياهو عدّة تهمٍ، منها الحصول على الرشاوي وخيانة الأمانة والنصب والاحتيال، حيثُ يؤكِّد خبراء القانون في تل أبيب أنّ إدانته ستؤدّي لإرساله لعدّة سنوتٍ للسجن.

وأوضح موفاز، في المقابلة خلال برنامج (واجِه الصحافة)، والذي كان خلال عملية السور الواقي، أيْ إعادة احتلال الضفّة الغربيّة في العام 2002، القائد العّام لجيش الاحتلال، أوضح أنّ شارون “خطط لاقتحام المقاطعة (وهو مقر الرئاسة الفلسطينيّة في مدينة رام الله بالضفّة الغربيّة المُحتلّة)، والقبض على عرفات، وطرده إلى مكان بعيد عبر طائرة مروحية خصصت لهذا الغرض“، كما قال.

علاوةً على ما جاء أعلاه، أكّد الجنرال في الاحتياط موفاز أنّ “الأمن الإسرائيليّ كان يمتلك معلومات كافية عن الزعيم الراحل، لدرجة القدرة على التسلل إلى مخدعه والقبض عليه وهو نائم، وطرده مع طاقم مصغر من مقربيه، بالإضافة لطبيبه، إلى مكان بعيد جدًا عن حدود إسرائيل”، على حدّ تعبيره.

موفاز رفض الردّ مباشرةً على سؤال مُقدميْ البرنامج فيما إذا كانت إسرائيل هي التي أقدمت على اغتيال الرئيس عرفات عن طريق دسّ السم في الأكل، وقال في هذا السياق:” نحن لسنا مسؤولين عن حياة أوْ موت كلّ شخصٍّ في منطقة الشرق الأوسط”، مُضيفًا أنّ شارون أوعز له بإعداد خطّةٍ للتخلّص من عرفات وطرده من الأراضي الفلسطينيّة، طبقًا لأقواله.

ووفقًا لموفاز، فقد قام بإرسال قائد وحدة النخبة المعروفة باسم (ساييرت مطكال)، والذي يشغل اليوم منصب القائد العّام لجيش الاحتلال، هرتسي هليفي، إلى السودان لفحص إمكانية طرد عرفات إلى هذا البلد العربيّ ومنعه من العودة لفلسطين، وبعد مرور فترةٍ قصيرةٍ، تابع موفاز، عاد هليفي وأبلغه بأنّ الخطّة جاهزة لإبعاد عرفات، فأخبر شارون بذلك، لكنّه رفض الإفصاح عن السبب الذي دفع الحكومة الإسرائيليّة إلى التنازل عن إخراج الخطّة المذكورة إلى حيِّز التنفيذ.

وجديرٌ بالذكر أنّ أحد من مقدميْ البرنامج، الذي تمّ تسجيله يوم الجمعة، وبُثّ ليلة أمس السبت، أشار إلى أنّه لو قام موفاز بالكشف عمّا إذا كانت إسرائيل وراء اغتيال عرفات، لكانت الرقابة العسكريّة في تل أبيب منعت بثّ أقواله، على حدّ تعبيره.

يُشار إلى أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق موشيه (بوغي) يعالون أصدر كتابًا جاء تحت عنوان (طريق طويلة قصيرة) قال فيه إنّ عرفات وعلى الرغم من توقيعه على اتفاق أوسلو مع الدولة العبرية في العام 1993، لم يتنازل ولو لمرّةٍ واحدةٍ عن فكرته الأساسية للقضاء على إسرائيل.

وتابع يعالون إنّ عرفات أراد أنْ يؤسس دولة فلسطين على أنقاض دولة إسرائيل، وأنّه كان من أشّد الفلسطينيين تزمتًا ومحافظة على فلسطين، وهو الذي رفع القضية الفلسطينية عاليًا وتمكّن من إقناع الرأي العام العالميّ بعدالة القضية.

وقال يعالون أيضًا في كتابه، إنّه راقب الرئيس عرفات منذ العام 1995، عندما كان رئيسًا لشعبة الاستخبارات العسكرية، وتبيّن له أنّ عرفات تمكّن عن طريق ما أسماها بالألاعيب من التحّول إلى زعيمٍ عربيٍّ مسلمٍ مشهورٍ في العالم، يقود ثورة شعب يرزح تحت نير الاحتلال، كما تمكّن بدهائه الشديد من إقناع الرأي العام العالميّ، بأنّ الشعب الفلسطيني يُمارس المقاومة من أجل التحرير، ويرفض دائمًا الاعتراف بأنّه نفذّ أعمالاً إرهابيّةً، على حدّ تعبيره.

رأي اليوم