69

 الامان

 

136397 Corporate banner sizes Artboard 21 970.00x250.00px

00000000000000066

 

ماذا يعني “رموا جثّة” صدام حسين؟ ولماذا بين بيت الكاظمي وبيت المالكي الذي وقّع أمر إعدامه وأين جثّته الآن؟

14 آذار/مارس 2023

يبدو أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، يستطيع اسمه حتى في غيابه أن يُسلّط الأضواء على المسؤولين العراقيين الحاليين، والسابقين منهم، والحديث هُنا عن رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، حيث تصدّر اسم الأخير الواجهة الإعلاميّة حين تطرّق في مُقابلة طويلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، وجرى التفاعل الكثيف معها في الجزئيّة التي تطرّق فيها الكاظمي للرئيس الراحل صدام حسين.

ولم يفهم النشطاء سبب تطرّق الكاظمي للرئيس الراحل صدام حسين بعد كُل هذه السنوات الطويلة، وفي هذا التوقيت الذي يتعرّض له الكاظمي لاتهامات بالفساد، وإصدار “هيئة النزاهة” العراقيّة أوامر ضبط قبض وتحرٍّ بحق مُساعدين سابقين مُقرّبين من الكاظمي، الأمر الذي برّره الأخير بأن عمليّات شيطنة لحكومته بدأت مُنذ الأسابيع الأولى لتولّيها المسؤوليّة.

وجزم الكاظمي في مُقابلته مع الصحيفة السعوديّة بأنه لم يتورّط في أيّ قضية فساد، ولم يُوفّر غطاءً لأحد، وتبقى تلك التأكيدات خاضعة للتشكيك من قبل بعض العراقيين، فالأمر يحتاج لتحقيق شفّاف ونزيه برأيهم، ولن يكتفي المواطن العراقي بتأكيدات الكاظمي الذي دافع عن اتهامات فساده، بالقول إنه لا يزال يسكن في البيت نفسه الذي كان يسكن فيه مُنذ 20 عاماً.

 
 

الكاظمي أقر في مُقابلته بأن “الفساد” ما بين العام 2003 أي بعد سُقوط نظام الرئيس صدام حسين، ومنتصف العام 2020 التهم “الفساد” 600 مليار دولار من أموال العراق، ولكنه بدون تقديم أدلّة ملموسة قال بأنه في عهد حُكومته “لم يكن هُناك أيّ إمكانيّة لذهاب “أي دولار” لتمويل جماعات خارجة عن الدولة، كما لم يستطع أي طرف أن يأخذ أي حصّة أو إمكانيّة للاستحواذ على أموال الدولة للفساد، يُطرح تساؤل هُنا من نوع لماذا لم يتراجع العراق على مؤشّر الفساد العالمي، وهو يحتل المرتبة 157 ضمن الدول الأكثر فسادًا، إذا كان الكاظمي استطاع حماية أموال الدولة، والسيطرة عليها.

وسلّط الكاظمي الأضواء على نفسه، حين تحدّث عن 3 مُحاولات اغتيال استهدفته، ولم يجر الإعلان في وقتها إلا عن المُحاولة الثالثة التي كما قال عرفها الإعلام، حين أسقطت طائرات مُسيّرة على مقر سكنه في المنطقة الخضراء، الكشف عن 3 مُحاولات اغتيال للكاظمي على لسان الكاظمي نفسه، وتأكيده بأنها كانت “مُحاولات جديّة”، ربطه مُعلّقون بمُحاولة تأكيد الكاظمي على مُحاربته وحكومته التي تُحارب الفساد، وحمت أموال العراقيين من الفساد وصولاً لدرجة اغتياله، وفي ذات الوقت حكومته مُتّهمة بالفساد للمُفارقة.

ولعلّ كل تصريحات الكاظمي لم تأخذ حيّزها من التفاعل الإعلامي والمنصّاتي، إلا حين تطرّق للرئيس صدام حسين، وتأكيده بأنه رأى الرئيس الراحل في أوّل جلسة لمُحاكمته، والأكثر تفاعلاً، وجدلاً، بأنه رأى صدام حسين عندما رموا جثّته بين بيته وبين بيت نوري المالكي في المنطقة الخضراء بعد إعدامه، ورفضه لهذا العمل، ثم رأى مجموعة من الحرس مُتجمّعين، وطلبت منهم الابتعاد عن الجثّة، احتراماً كما قال لحُرمة الميّت.

وتساءل نشطاء ومُعلّقون حول الأسباب الحقيقيّة التي دفعت الكاظمي لأن يكشف بعد كُل هذه السنوات عن رؤيته لجثّة صدام حسين، وما إذا كان استغل اسم الأخير لتسليط الأضواء على مواقفه الأخلاقيّة حتى مع خُصومه في ظل اتهامه بالفساد، بطلبه الابتعاد عن الجثّة احتراماً للميّت، ولفتوا إلى استخدامه عبارة “رموا جثّته” ما فتح لمُخيّلة أنصار الرئيس الراحل صدام حسين تخيّل مدى بشاعة ما ارتكبه خُصومه بحق جثمانه بعد إعدامه، وبغض النظر عن مدى صحّة موقف الكاظمي من جثّة الرئيس الراحل، فهو بكُل حال يروي بلسانه موقفه “الأخلاقيّ” هذا، ولا يملك شهودًا، كما أن الجميع يعلم أن نوري المالكي هو من وقّع على إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وماذا يعني إحضار جثّة الأخير إلى قرب منزل المالكي كما أقر الكاظمي نفسه، وأمر المالكي تسليمها بعد ذلك لعشيرة الرئيس صدام حسين عشيرة الندا.

ويُدين الكاظمي بإدراكٍ منه أو عدمه بتصريحاته هذه، النظام العراقي الذي جلبه غزو الولايات المتحدة الأمريكيّة للعراق، ويُظهر وجه مسؤوليه الحقيقي، والذين طالما اتهموا نظام الرئيس صدام حسين بالدمويّة، والديكتاتوريّة، فالذي فعلوه بعد إعدامه زاد من شعبيّته أوّلاً، وما كشفه الكاظمي وهو يُحاول استجلاب التعاطف معه حول جثة صدام، أثار ثانياً تساؤلات شعبيّة عربيّة منصّاتيّة، تبحث عن الأخلاق الإسلاميّة، وعرف التعامل مع الميّت، وأخلاق النبي محمد وآل البيت.

الكاظمي طُويت صفحته الشخصيّة كمسؤول عراقي سينساه التاريخ مُقارنة بغيره من البارزين الذين حكموا العراق على مر التاريخ، وللعراقيين والقضاء العراقي وحده قرار وضعه على قائمة الفاسدين، أمّا الراحل صدام حسين، فهو أسطورة لا تموت، اتّفق معها البعض، أو اختلف، فلماذا تُنقل جثّته إلى مكانٍ سرّي لا يعرفه أحد حتى الآن كما قال الكاظمي بعد نبش قبره على يد “داعش” العام 2012، ما الذي يخشوه من رجل ميّت.

رأي اليوم