V4 A 01

69

 الامان

 

WhatsApp Image 2024 01 17 at 13.11.12 1444baed

00000000000000066

 

حزب الله سيضرب موقعًا عسكريًا إسرائيليًا بالشمال قريبًا جدًا.. نصر الله لا يكذِب،

27 آب/أغسطس 2019

بعد أنْ ذاب الثلج وبان المرج، أقرّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ بشكلٍ رسميٍّ أنّه انتقل من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الترّقب والانتظار والدفاع لإيمانه المُطلَق بأنّ السيد حسن نصر الله لا يكذِب، بل يلتزِم بالحقيقة، وبالحقيقة فقط، كما قال اليوم الثلاثاء مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، يوسي يهوشواع.

 

وعلى الرغم من أنّ الرقابة العسكريّة في الدولة العبريّة تعمل ساعات إضافيّة وتُشدِّد على مقّص الرقيب، إلّا أنّ الأجهزة الأمنيّة، هكذا يتبيّن اليوم، أصدرت الأوامر لوسائل الإعلام العبريّة بكشف القليل من المستور، بحيثُ يبقى المخفي أعظم: وبحسب المصادر الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب فإنّ الكيان رفع درجة التأهّب في شمال الدولة العبريّة إلى الدرجة العليا، تحسبًا من ضربةٍ مفاجئةٍ من حزب الله، بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت المصادر عينها، على أنّ جيش الاحتلال قام بنصب عددٍ لم تُفصِح المصادر عنه، لمنظومة الدفاع المُسّماة “القبّة الحديديّة”، والتي فشلت مرّة تلو الأخرى في اعتراض صواريخ المُقاومة الفلسطينيّة التي أُطلِقت من قطاع غزّة باتجاه جنوب الدولة العبريّة.

 

ولكن مع كلّ هذا الحذر والاحتياطات من عمليةٍ انتقاميّةٍ يقوم بإخراجها إلى حيّز التنفيذ حزب الله، لأنّه كما أكّدت المصادر عينها إذا وعد نصر الله، فأكيد أنّه سيفي بوعده، مع كلّ هذا الحذر، نقلت وسائل الإعلام العبريّة عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ مُقربّةٍ من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، نقلت عنها قولها إنّ نتنياهو وجّه بواسطة طرفٍ ثالثٍ، على الأغلب الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، تحذيرًا وإنذارًا شديديْ اللهجة إلى حزب الله، وجاء فيهما إذا كان ردّ حزب الله قاسيًا ومؤلمًا وخارجًا عن السياق، فإنّ إسرائيل لن تتورّع في الهجوم على الدولة اللبنانيّة وتدفيعها الثمن الباهِظ لعملية حزب الله، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ التقديرات في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة تؤكّد أنّ نصر الله سيأمر بتنفيذ عمليّةٍ في الجليل وليس في الجولان أوْ في مزارع شبعا، وستكون الضربة مُوجعةً جدًا للإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، كما قالت المصادر الأمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب.

 

وعلى الرغم من أنّ إسرائيل لم تُعلِن مسؤوليتها عن العملية التي نفذّتها طائرات مُسيرّةٍ في شارع معوض في الضاحيّة الجنوبيّة من العاصمة اللبنانيّة، بيروت، إلّا أنّ الأمين العّام لحزب الله، السيّد نصر الله، حملّ الكيان المسؤولية الكامِلة للعملية، وألمح إلى أنّ إسرائيل أرادت من وراء هذه العملية القتل، وفي مُوازاة ذلك، أكّدت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب أنّ الهدف الذي تمّ اختياره في الضاحيّة الجنوبيّة كان مُهّمًا كثيرًا، وأنّ القادة الأمنيين والعسكريين قرّروا أنّه من أجل القضاء عليه يجب إلغاء التفاهمات غير المكتوبة مع حزب الله، والتي بموجبها لا تقوم إسرائيل بمُهاجمة أهدافٍ لبنانيّةٍ داخل بلاد الأرز، وألمحت المصادر إلى أنّ الحديث يدور عن مصنع أسلحة صواريخ دقيقة للغاية بإشرافٍ إيرانيٍّ، على حدّ تعبير المصادر في تل أبيب.

 

وكشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، كشفت النقاب عن أنّ السيّد حسن نصر الله، الذي يقترِب من سنّ الستين، لا يكذِب بتاتًا، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ هذا التقدير هو مصدر إجماع لدى جميع الأجهزة الأمنيّة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، التي تتعقّب تحركات السيّد نصر الله وتُحاوِل سبر أغوار شخصيته، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ الفرضيّة السائدة في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة تؤكّد على أنّ نصر الله سيبحث عن هدفٍ عسكريٍّ حيويٍّ في شمال إسرائيل لضربه، كما وعد كردّ فعلٍ على الضربات الإسرائيليّة ضدّ حزب الله في سوريّة ولبنان.

 

ولكن مع أنّ إسرائيل، كما يُستشف من التسريبات للإعلام العبريّ، على استعدادٍ لتلقّي الضربة وإغلاق الملّف مع حزب الله آنيًا، إلّا أنّا حذّرت، كما ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، نقلاً عن المصادر الأمنيّة عينها، حذّرت من أنّه إذا قام نصر الله بـ”كسر قواعد اللعبة” في ردّه المؤكّد، فإنّه لن تكون أمام تل أبيب فرصةً إلّا الردّ على عملية حزب الله، الأمر الذي سيقود إلى حربٍ شاملةٍ في منطقة الشرق الأوسط، ولذا، أضافت المصادر، فإنّ الحرب بين إسرائيل وحزب الله بحاجةٍ إلى أعصابٍ من حديدٍ، كي لا تُكسَر الأواني وتندلِع حرب الشمال الأولى، وربمّا الأخيرة.