طباعة هذه الصفحة

البحث عن الحل

09 أيلول/سبتمبر 2019

نسيم عنيزات

لا اريد ان ابحث في مسؤولية اي طرف عما وصلت اليه الامور في موضوع المعلمين وما آلت اليه لغاية الان، لان الكثيرين قد سبقوني واشبعوا الامر تحليلا وتفسيرا وهناك من يحمل هذا او ذاك، فنحن لسنا بصدد البحث عن المسؤول بقدر السعي الى ايجاد حلول سريعة تجنبنا اي ازمة في هذه الظرف الذي يعيشه الجميع من اوضاع اقتصادية صعبة انعكست على السلوك الاجتماعي بطريقة واسلوب حاد وغاضب على كل ما يدور حوله.
اننا الان في ازمة حقيقية ومعضلة تحتاج الى معالجة سريعة وواضحة تبدأ من الاعتراف فيها اولا ومن ثم الشروع بالحل دون تشنج او عصبية او مواقف مسبقة .
لان الوضع ليس كسر عظم بين الدولة واحد اركانها لان الوطن اكبر من الجميع ولا يقبل القسمة الا على نفسه وهو الذي يوحدنا دون النظر الى اي اعتبار.
لذلك فان التعلق على الشجرة يضر الجميع وان التشنج او التخندق وفرد العضلات لا يجلب منفعة ولا يرد ضارة، لا بل يعمق الازمة ويطيل عمرها وقد يشعبها ويزيد من رقعة انتشارها وتفرخ ازمات كثيرة، في وقت لا نحتاج به الى ازمات وسيكون الخاسر الاكبر هو الوطن وابناؤه، من طلاب ومعلمين ومسؤولين.
فاذا بدأنا نفكر من نقطة الوطن ومصلحته وان اي تنازل لا يعيب اي طرف بما ان الهدف واحد ونلتقي عليه جميعا، خاصة ان موضوع المعليمن مالي مطلبي ليس له علاقة بالسياسة او المعارضة مما يسهل علينا المهمة ويستدعي تلطيف لغة الحوار. لانه بالنهاية عملية حسابية سريعة لا يحتاج الى مفاوضات طويلة وانما ارادة من جميع الاطراف، المطالبة بالابتعاد عن الخشونة او الاستقواء، و ان يتقبل الاخر دون تخوين او اتهام او الاستعراض ضمن طاولة مستديرة.
باسلوب جاد الهدف منه الحل، لا مضيعة الوقت او التجييش التي تعمق المشكلة و تزيد من حالة الاحتقان والتخندق.
وان نترك ما حصل سابقا حتى ننجز المهمة الاولى، لان ما سواها هي تفاصيل ممكن تجاوزها والقفز عنها بآليات يتفق عليها الجميع.
الدستور