طباعة هذه الصفحة

السخرة

22 تشرين2/نوفمبر 2019

مع ان نظام السخرة بمفهومه قد ولى ونحن نعيش بالقرن الواحد والعشرين، عصر الحداثة والتكنولوجيا، عالم التحضر و التمدن و يعتقد البعض بانه قد ذهب وزال كما زالت العبودية، قد يكون العمل بالسخرة تلاشى كمفهوم الا ان الواقع يشير إلى أنه موجود كواقع ويمارس في بعض الأعمال والمناطق ويمارس بطرق وأشكال مختلفة و متعددة.
وقبل الخوض بتفاصيله علينا أن نعرج إلى مفهوم السخرة التي كانت تمارس في أوقات وعصور قديمة كنوع من أنواع العبودية، الذي بإجبار الناس على عمل يؤدنه بدون مقابل مادي لجهدهم، إنما بإطعامهم طعاما رديئا، أما الكساء فربما ما يستر عوراتهم فقط، ويعملون في ظروف صعبة للغاية .. في أيام البرد والحر، ومن ضمن ما قيل عن نظام السخرة في فرنسا أيام الملكية أن الملك لويس السادس عشر كان يأمر الفلاحين بإسكات نقيق الضفادع في نهر السين حيث يقع قصره كي يستطيع أن ينام .
يقال أن العمال المصريين الذين عملوا في حفر قناة السويس كانوا يعملون بنظام السخرة ...
الرق والسخرة نظامين ضد حق الإنسان في العيش الكريم، وضد كرامة الإنسان من أبسط حقوق الحياة الكريمة له ولأسرته.
 ومن هنا فإن العمل بالسخرة كان بالإجبار وتحت سياط العنف والتعذيب والعصا لمن عصى من انظمة دكتاتورية حاكمة كانت تملك كل شيء وان الجميع عبيد لديهم ولدى أسرهم ، و كانت طبقة واحد تتسيد وهي الطبقة الحاكمة، وما دون ذلك لم ترتق إلى ادنى مستويات الإنسانية ولم تصل إلى درجة مواطن، و لا خيار لديهم سوى الانصياع، لان عكس ذلك مصيره التعذيب والجلد حتى الموت دون احساس بالرحمة ، لأن ذلك يعتبر تمردا وخروجا عن الحاكم.
اي ان السخرة والعمل به له ظروفه وأسبابه ودوافعه فأحيانا قد تكون الحاجة والعوز والحرمان دافعا للناس للقبول بذلك تحت وطأة الفقر والعوز والحرمان ؟ نظرا للاوضاع والظروف الاقتصادية و المعيشية التي تقود الناس وتدفعهم للتنازل عن حقوقهم دفعا واجبارا، مما يضعنا أمام تساؤل عريض وكبير من هو المسؤول عن أوضاع الناس ليحرمهم من ادنى حقوقهم في الكرامة والعيش الكريم والمحافظة على إنسانيتهم وادميتهم؟.
كما ان السؤال الذي يفرض نفسه هل يوجد بيننا من هم ضمن هذه الفئة المسحوقة التي تجبرها ظروفها للبحث عن عمل لتأمين لقمة عيشها ضمن ظروف قد تكون قاسية وغير ملائمة؟
 ونتساءل عن الظروف التي تعمل بها بعض الأسر الأردنية خاصة في مجال الزراعة وقطف الزيتون، حيث تجد أسرة كاملة بشيوخها ونسائها و أطفالها يقومون بهذه الأعمال؟ فهل يتقاضون حقوقهم كاملة من أجر مناسب لطبيعة العمل ؟ وهل يعملون ضمن ظروف عمل مناسبة تكفل لهم حقوقهم المالية والرعاية الطبية والصحية؟
وهل تخضع أعمالهم للقوانين والأنظمة العمالية التي تكلفل لهم الحصول على مقابل مادي و معنوي يتناسب مع الأعمال الشاقة التي يقومون بها؟ .وهل يكفل رب العمل وصاحبه تأمين الاحتياجات وتوفير البيئة المناسبة ؟.
ام ان الامور تاخذ مسارات واتجاهات أخرى لا علاقة لها بالتشريعات التي تكفل لهم حقوقهم وإجبار رب العمل على علاجهم وتعويضهم في حال تعرضهم لإصابات أثناء قيامهم بالأعمال الشاقة التي يقومون بها ؟ هل يتم مراعاة هذه الظروف وترتيبها ام انها خارج الخريطة دون أدنى متابعة واهتمام؟ هل يتم اجبار صاحب العمل على التقيد بالقوانين في ظل جهل البعض بها او عدم قدرته على المناكفة والمطالبة بالحقوق.
واذا كان هذا موجودا؟ الا يعتبر ذلك شكلا من أشكال السخرة؟
سؤال برسم الإجابة