69

 الامان

 

WhatsApp Image 2024 04 03 at 18.04.51 cc79842f

00000000000000066

 

ما بعد كورونا

28 آذار/مارس 2020

لن يبقى العالم بعد انتهاء أزمة كورونا بعون الله  كما كان قبلها. 

وعندما نتحدث عن العالم نعني كل مقوماته ومكوناته  بدءا من القارات والدول والمدن والمجتمعات كاملة .

فعلى الصعيد العالمي سنشهد في المستقبل انهيارا لبعض التحالفات وإنشاء أخرى على خلفية المواقف أثناء الأزمة التي  هزت أركان التحالف وعزلت دولا عن بعضها وتركت كل واحدة تحارب لوحدها. وقبل التحدث عن القيم الإنسانية و الدولية  التي أضاعت وقتا طويلا في توجيه التهم أحيانا بلهجة عنصرية أنانية على غرار الفيروس الصيني  او حجب معلومات علمية وطبية عن البعض في ظل تسابق محموم وتنافس للحصول على علاج أو لقاح  لا يخلو من الأنانية  طمعا في الأموال الطائلة التي ستجنى من هذا الاكتشاف. 

وستشهد القارة الأوروبية تراجعا كبيرا في الدور والتأثير العالمي بعد الهزة الاقتصادية والطبية التي أصابتها وضعف الترابط بين دولها وحالة العجز التي مرت فيها.

ولا ننسى النظرة العالمية المستقبلية للولايات المتحدة الأمريكية بعد مواقفها السلبية في بداية الأزمة وعجزها عن إيجاد وسائل وطرق ناجعة للحد من الخسائر البشرية والمادية أثناء الأزمة التي أسقطت مقولة القوة التي لا تقهر او الدولة العظمى  .

أما عربيا والتي لم يختلف حالها وواقعها عن غيرها من دول العالم  حيث  واجهت كل دولة أزمتها بمفردها بعيدا عن غيرها ودون وضع خطة واحدة و شاملة  خاصة في ظل تشابه ظروف الإصابات او تشكيل لجنة عربية للتنسيق او تقديم الدعم لبعض الدول المحتاجة .

أما مجتمعيا و خاصة لدينا في الأردن فكانت الدولة هي الرابح الأكبر بعد أن  كسبت الدولة  الناس والمجتمع  بعد أن شكلت الأزمة تقاربا و انسجاما بين الطرفين في ظل  الإجراءات التي نفذتها الدولة والتي فاقت إمكانياتها .

أما على الصعيد المجتمعي فأعتقد ان الروابط ستزداد بعد الخلوة الأسرية الإجبارية  التي شكلت مراجعة للنفس في كثير من الأحيان.

ندعو الله أن يزيل الغمة  عن العالم أجمع قريبا

االدستور