69

 الامان

 

136397 Corporate banner sizes Artboard 21 970.00x250.00px

00000000000000066

 

ترامب في قفصِ الاتّهام بفضائحٍ جنسيّةٍ مُثيرةٍ جدًّا

01 April 2023

بغضّ النّظر عن نتيجة الحملة القضائيّة الشّرسة التي تُواجهه حاليًّا، قد يَخرُج دونالد ترامب رئيس أمريكا السّابق فائزًا، بالنّظر إلى إرثه الشخصيّ أو السياسيّ الحافلِ بالإثارةِ والمُفاجآت، وعدم رفع راية الاستِسلام البيضاء بسُهولة مِثل الكثيرين من أمثاله في التاريخ الأمريكي، فأكثر ما يهمّه هو البقاء تحت الأضواء واحتِلال العناوين الرئيسيّة.

الرئيس ترامب يُواجه اتّهامات في قضيّة أمام محكمة في نيويورك بدفع أموال لشراء صمت ستورمي دانيلز نجمة الأفلام الإباحية قبيل الانتخابات الرئاسية التي خاضها عام 2016، الأمر الذي تراه هيئة المحلفين التي وجهت له هذا الاتهام رسميا قبل يومين، انتهاكا لقوانين تمويل الحملات الانتخابية وقوانين المحاسبة.

هناك قضايا عديدة أخرى مرفوعة ضد ترامب امام المحاكم سواء بتهم التهرب من الضرائب، او تحريض أتباعه بإقتحام مقر الكونغرس، ولكن القضية الحالية الجديدة، أي محاولة شراء صمت ممثلة أفلام اباحية أقام علاقة جنسية معها ستطغى عليها جميعا، لتوفر جميع عناصر الإثارة الإعلامية فيها، وتتبع فصولها بالتالي على نطاق واسع في امريكا والعالم.

الأمر شبه المؤكد ان الدولة العميقة في أمريكا التي لم، ولن، تغفر لترامب رفضه نتائج الانتخابات الرئاسية التي أطاحت به قبل ثلاثة أعوام، وتحريضه لأنصاره على إقتحام الكونغرس، قلعة السلطة التشريعية، ولهذا تريد اغلاق الأبواب امامه للعودة الى البيت الأبيض مرة أخرى، وبالوسائل القانونية.

 

انها سابقة سياسية، وقضائية أمريكية، فهذه هي المرة الأولى التي يقف فيها رئيس أمريكي، حالي او سابق، في قفص الإتهام، ويحاكم بتهم جنائية قد تؤدي الى تعميق شرخ الانقسامات في المجتمع الأمريكي، وربما إشعال فتيل حرب أهلية، ناهيك عن هز مصداقية النظام القضائي الأمريكي بطريقة او بأخرى.

للوهلة الأولى يمكن القول ان هذه السابقة ستعزز المؤسسة القضائية الامريكية، وتؤكد انه لا يوجد أي إنسان فوق القانون، مهما علا شأنه وعظمت قوته، واتسعت دائرة مناصريه، ولكن هناك من يرى ان لائحة الاتهام الموجهة اليه تتعلق بالإنتقام وليس بالعدالة.

هناك نظريتان رائجتان لهما صلة مباشرة بهذه الخطوة القضائية الامريكية التي أعادت الرئيس ترامب الى الواجهة والعناوين الرئيسية مجددا:

  • الأولى: ان هذه الإتهامات، وفصول المحاكمة التي ستتلوها قد تصب في مصلحة ترامب، وترفع من شعبيته، وتعزز فرصه في الفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري ومن ثم الانتخابات الرئاسية عام 2024، لان وقائع المحاكمة واجراءاتها ستطول، كما ان احتمالات ادانته غير مضمونة، ولنا في محاكمة الرئيس بيل كلينتون ومغامرته الجنسية مع مونيكا لوينسكي خير مثال رغم الأدلة الدامغة.

  • الثانية: نقول ان خصم ترامب ومنافسه القوي رون دي سانتيس حاكم فلوريدا قد يكون المستفيد الأكبر من حيث فوزه بترشيح الحزب الجمهوري في الحالين، أي ادانة ترامب، او تبرئته من التهم، في حال صدور الحكم النهائي قبل الانتخابات، لأن سمعة الرئيس ترامب ستتلطخ في جميع الحالات.

من الصعب علينا ترجيح أي من هاتين النظرتين، ولكن ما نستطيع ان نقوله أننا والملايين مثلنا سنتابع في الأسابيع والاشهر المقبلة فصول أكثر المسرحيات او المسلسلات الدرامية السياسية إثارة في التاريخ الأمريكي، فإستطلاعات الرأي تقول ان 45 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون ان الرئيس ترامب لم يرتكب أي خطأ، و43 بالمئة يرون انه تصرف بشكل غير أخلاقي، ولكن ليس غير قانوني، كما ان ممثلة الفضائح ستقف في قفص الشهود وتكشف العديد من الاسرار والحقائق المسلية.

صحيفة “الغارديان” البريطانية ختمت مقالا افتتاحيا لها حول هذه الاتهامات الموجهة لترامب امس بالقول “انه رجل بنى حياته المهنية والشخصية على الوقاحة، ولا يعرف شيء اسمه الخجل”، ولا نجد وصفا أصدق من ذلك لختام هذه الافتتاحية أيضا التي من المؤكد انها لن تكون الأخيرة.

“راي اليوم”