69

 الامان

 

136397 Corporate banner sizes Artboard 21 970.00x250.00px

00000000000000066

 

الحياة تنبعث مجددا من تحت الركام بإقليم الحوز المغربي

29 September 2023
 

الحياة تنبعث مجددا من تحت الركام بإقليم الحوز المغرب

أوريكا- على جنبات الطريق المؤدية إلى جبال أوكايمدن وتوبقال بمنطقة الأطلس، بدأت الحياة تعود مجددا إلى طبيعتها، وبدأ صغار التجار يمارسون نشاطهم التجاري اليسير، بعد الضرر الكبير عقب زلزال الحوز.

فهنا فتحت الدكاكين القصبية أبوابها من جديد عارضة بضاعتها المحلية، وهناك عادت الجمال والبغال والحمير -التي يستغلها السياح لزيارة المناطق النائية بالجبال المحيطة- لتزين المكان، الذي اضطرت للابتعاد عنه لفترة بعد الزلزال، وهنالك استعادت تلك المحال اليسيرة نشاطها وبدأت تقدم أنواع الأكل التقليدي إلى روادها كما كانت تفعل دائما.

وحتى ذلك المحل القصبي المتداعي الذي يقع في الخلاء وحيدا أسفل الجبل بين مدينة تحناوت وبلدة أسني (جنوب مراكش)، الذي لا يكاد يتجاوز عرضه مترين، فتح "بابه" من جديد بعد أن ظل مغلقا لأيام بعد الزلزال، وها هو يقدم الشاي والقهوة لمن تضطره الظروف للتوقف في الطريق الضيقة الملتوية القريبة منه.

فقد اعتاد الباعة -ولعقود طويلة- استغلال جنبات الطريق لعرض بضائعهم من أوان فخارية مزخرفة، ومنتجات فِلاحية أمام السياح، الذين دأبوا على زيارة هذه المناطق الجبلية، لكن كل شيء توقف بسبب الزلزال، حيث لحقت بصغار التجار أضرار بالغة.

ومع مرور الأيام، وبفضل الدعم الشعبي والرسمي الكبير الذي وصل لأهالي منطقة الحوز، بدأت الحياة تنبعث مجددا بين الركام، نافضة عنها آثار الزلزال العنيف.

فإلى جانب الدراسة التي استؤنفت في عدد من الدواوير الجبلية داخل خيام مؤقتة، عاد بعض الأبناء الذين يعملون بمدن مغربية أخرى إلى مقار عملهم، وفُتحت المتاجر الصغيرة المنتشرة في الدواوير وعلى الطرقات أبوابها من جديد أمام المشترين، وإن كان الزلزال وفقدان الأحباب والممتلكات، هو ما يسيطر على أحاديث الناس حاليا

 

 

الحياة تنبعث مجددا من تحت الركام بإقليم الحوز المغربي

أوريكا- على جنبات الطريق المؤدية إلى جبال أوكايمدن وتوبقال بمنطقة الأطلس، بدأت الحياة تعود مجددا إلى طبيعتها، وبدأ صغار التجار يمارسون نشاطهم التجاري اليسير، بعد الضرر الكبير عقب زلزال الحوز.

فهنا فتحت الدكاكين القصبية أبوابها من جديد عارضة بضاعتها المحلية، وهناك عادت الجمال والبغال والحمير -التي يستغلها السياح لزيارة المناطق النائية بالجبال المحيطة- لتزين المكان، الذي اضطرت للابتعاد عنه لفترة بعد الزلزال، وهنالك استعادت تلك المحال اليسيرة نشاطها وبدأت تقدم أنواع الأكل التقليدي إلى روادها كما كانت تفعل دائما.

وحتى ذلك المحل القصبي المتداعي الذي يقع في الخلاء وحيدا أسفل الجبل بين مدينة تحناوت وبلدة أسني (جنوب مراكش)، الذي لا يكاد يتجاوز عرضه مترين، فتح "بابه" من جديد بعد أن ظل مغلقا لأيام بعد الزلزال، وها هو يقدم الشاي والقهوة لمن تضطره الظروف للتوقف في الطريق الضيقة الملتوية القريبة منه.

صغار التجار بمنطقة الحوز استأنفوا عرض بضائعهم أمام زوار المنطقة (الجزيرة)

فقد اعتاد الباعة -ولعقود طويلة- استغلال جنبات الطريق لعرض بضائعهم من أوان فخارية مزخرفة، ومنتجات فِلاحية أمام السياح، الذين دأبوا على زيارة هذه المناطق الجبلية، لكن كل شيء توقف بسبب الزلزال، حيث لحقت بصغار التجار أضرار بالغة.

ومع مرور الأيام، وبفضل الدعم الشعبي والرسمي الكبير الذي وصل لأهالي منطقة الحوز، بدأت الحياة تنبعث مجددا بين الركام، نافضة عنها آثار الزلزال العنيف.

فإلى جانب الدراسة التي استؤنفت في عدد من الدواوير الجبلية داخل خيام مؤقتة، عاد بعض الأبناء الذين يعملون بمدن مغربية أخرى إلى مقار عملهم، وفُتحت المتاجر الصغيرة المنتشرة في الدواوير وعلى الطرقات أبوابها من جديد أمام المشترين، وإن كان الزلزال وفقدان الأحباب والممتلكات، هو ما يسيطر على أحاديث الناس حاليا.

مقاهي المنطقة عادت لتقديم وجبات الإفطار المميز الذي يضم المواد المنتجة محليا (الجزيرة)

نعود رغم الندوب

"الآن نعود من جديد لعرض بضاعتنا على الرغم من الندوب التي خلّفها الزلزال في قلوبنا"، يؤكد لنا رشيد، صاحب محل لبيع الأواني الفخارية المزخرفة على الطريق بدوار إسغين بمنطقة أوريكا، (نحو 60 كيلومترا جنوب شرق مراكش).

ويتابع رشيد بأن خسائر محلهم الصغير بلغت نحو 20 ألف درهم مغربي (حوالي ألفي دولار)، وقد اضطروا لجمع كل بضاعتهم ووضعها على الأرض خوفا من أن يدمرها الزلزال والهزات الأرضية المتتابعة، فيضيع كل ما يملكون.

وضع لا يكاد يختلف عما عاشه كثير من تجار المنطقة، الذين أكد لنا رشيد أن بعضهم اضطر لنقل جزء من نشاطه التجاري إلى مناطق لم يزرها زلزال القرن

لكن "لا ينفع فرار من قدر"، كما قال لنا والد رشيد، الذي أوضح أن منطقة أوريكا وبعض الدواوير المحيطة بها، وإن لم تعِش الدمار الذي عاشته مناطق؛ مثل: إغيل وتلات نيعقوب، إلا أن الرجّة الأرضية أثرت بشكل كبير في النفوس، وعلى تجارة القرويين، فضلا عن أنها هدمت بعض المنازل. وتابع، "الزلزال ترك -أيضا- شقا واضحا في الأرض، وكأنه يقول للجميع، أنا مررت من هنا وقد أعود".

وسرعان ما رفع الشيخ يديه إلى السماء، وانبرى يسبح بحمد الله ويثني عليه، ويدعوه 

أوريكا- على جنبات الطريق المؤدية إلى جبال أوكايمدن وتوبقال بمنطقة الأطلس، بدأت الحياة تعود مجددا إلى طبيعتها، وبدأ صغار التجار يمارسون نشاطهم التجاري اليسير، بعد الضرر الكبير عقب زلزال الحوز.

فهنا فتحت الدكاكين القصبية أبوابها من جديد عارضة بضاعتها المحلية، وهناك عادت الجمال والبغال والحمير -التي يستغلها السياح لزيارة المناطق النائية بالجبال المحيطة- لتزين المكان، الذي اضطرت للابتعاد عنه لفترة بعد الزلزال، وهنالك استعادت تلك المحال اليسيرة نشاطها وبدأت تقدم أنواع الأكل التقليدي إلى روادها كما كانت تفعل دائما.

وحتى ذلك المحل القصبي المتداعي الذي يقع في الخلاء وحيدا أسفل الجبل بين مدينة تحناوت وبلدة أسني (جنوب مراكش)، الذي لا يكاد يتجاوز عرضه مترين، فتح "بابه" من جديد بعد أن ظل مغلقا لأيام بعد الزلزال، وها هو يقدم الشاي والقهوة لمن تضطره الظروف للتوقف في الطريق الضيقة الملتوية القريبة منه.

صغار التجار بمنطقة الحوز استأنفوا عرض بضائعهم أمام زوار المنطقة (الجزيرة)

فقد اعتاد الباعة -ولعقود طويلة- استغلال جنبات الطريق لعرض بضائعهم من أوان فخارية مزخرفة، ومنتجات فِلاحية أمام السياح، الذين دأبوا على زيارة هذه المناطق الجبلية، لكن كل شيء توقف بسبب الزلزال، حيث لحقت بصغار التجار أضرار بالغة.

ومع مرور الأيام، وبفضل الدعم الشعبي والرسمي الكبير الذي وصل لأهالي منطقة الحوز، بدأت الحياة تنبعث مجددا بين الركام، نافضة عنها آثار الزلزال العنيف.

فإلى جانب الدراسة التي استؤنفت في عدد من الدواوير الجبلية داخل خيام مؤقتة، عاد بعض الأبناء الذين يعملون بمدن مغربية أخرى إلى مقار عملهم، وفُتحت المتاجر الصغيرة المنتشرة في الدواوير وعلى الطرقات أبوابها من جديد أمام المشترين، وإن كان الزلزال وفقدان الأحباب والممتلكات، هو ما يسيطر على أحاديث الناس حاليا.

مقاهي المنطقة عادت لتقديم وجبات الإفطار المميز الذي يضم المواد المنتجة محليا (الجزيرة)

نعود رغم الندوب

"الآن نعود من جديد لعرض بضاعتنا على الرغم من الندوب التي خلّفها الزلزال في قلوبنا"، يؤكد لنا رشيد، صاحب محل لبيع الأواني الفخارية المزخرفة على الطريق بدوار إسغين بمنطقة أوريكا، (نحو 60 كيلومترا جنوب شرق مراكش).

ويتابع رشيد بأن خسائر محلهم الصغير بلغت نحو 20 ألف درهم مغربي (حوالي ألفي دولار)، وقد اضطروا لجمع كل بضاعتهم ووضعها على الأرض خوفا من أن يدمرها الزلزال والهزات الأرضية المتتابعة، فيضيع كل ما يملكون.

وضع لا يكاد يختلف عما عاشه كثير من تجار المنطقة، الذين أكد لنا رشيد أن بعضهم اضطر لنقل جزء من نشاطه التجاري إلى مناطق لم يزرها زلزال القرن.

لكن "لا ينفع فرار من قدر"، كما قال لنا والد رشيد، الذي أوضح أن منطقة أوريكا وبعض الدواوير المحيطة بها، وإن لم تعِش الدمار الذي عاشته مناطق؛ مثل: إغيل وتلات نيعقوب، إلا أن الرجّة الأرضية أثرت بشكل كبير في النفوس، وعلى تجارة القرويين، فضلا عن أنها هدمت بعض المنازل. وتابع، "الزلزال ترك -أيضا- شقا واضحا في الأرض، وكأنه يقول للجميع، أنا مررت من هنا وقد أعود".

وسرعان ما رفع الشيخ يديه إلى السماء، وانبرى يسبح بحمد الله ويثني عليه، ويدعوه أن يرزق البلاد والعباد العفو والعافية، وينجي الناس من الزلزال وآثاره المدمرة.

بعض الجمعيات نظمت نشاطات ترفيهية لأطفال الدواوير المهدمة لمساعدتهم على تجاوز آثار الزلزال (الجزيرة)

صورة باسمة

وعبر الطريق التي تربط بين بلدتي تحناوت وويرغان (جنوب مراكش)، مرورا بالبلدات التي تقع على الطريق، فتحت جُلّ الدكاكين الصغيرة -التي لم تتهدم- أبوابها من جديد، ومعظم روادها من سكان الدواوير الجبلية، الذين ينزلون إليها لشراء مستلزماتهم.

والمطاعم الشعبية الضيقة في مدخل بلدة آسني، تعج هذه الأيام -كذلك- بمرتاديها كما في أيام ما قبل الزلزال، ودخان محال الشواء يغمر المكان، بينما يكافح رجال الأمن لتنظيم المرور في مدخل البلدة، حيث ازدحمت سيارات ودراجات الغادين والرائحين، مع سيارات ودراجات من توقفوا للأكل.

صورة ترسم البسمة على كل الوجوه التي اطلعت على هذه المحال الصغيرة وهي مغلقة بُعيد الزلزال المدمر.

وغير بعيد عن آسني، وبالتحديد في ضواحي تحناوت، بادرت حنان لفتح أبواب محلها التجاري الذي تعرِض فيه منتوجات فلاحية خاصة بالمنطقة ومشغولات يدوية، بالإضافة إلى تقديم وجبة الإفطار التقليدية للزوار

والأجمل بالنسبة لحنان هو أن عددا من المشترين بادروا إلى شراء كثير من المنتجات من محال منتشرة بالمنطقة، رغم أنهم ليسوا في حاجة ماسة إليها، وذلك رغبة منهم في رسم البسمة على وجوه أصحاب تلك المحال ومساعدتهم على تجاوز أي آثار سلبية للزلزال على تجارتهم.

فالزلزال وإن كان تسبب في كل هذا الدمار، فقد سمح بظهور لوحة إنسانية جميلة رسمتها أيدي أناس هبّوا إلى المنطقة مباشرة بعد وقوع الزلزال، يحملون مساعدات للضحايا، ولا يزالون يواصلون جهودهم برفقة السلطات في رسم البسمة على وجوه المنكوبين، مثلما فعلت ينابيع المياه التي فجّرها الزلزال في بعض المناطق التي مرّ منها، باعثا الحياة فيها من جديد.

المصدر : الجزيرة