69

 الامان

 

136397 Corporate banner sizes Artboard 21 970.00x250.00px

00000000000000066

 

الدهيسات يوجه رسالة الى القطاع التربوي في جمعية المركز الإسلامي

31 آب/أغسطس 2019
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، أما بعد:
قال تعالى
"يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير" المجادلة 11
السادة والسيدات أعضاء الأسرة التربوية والتعليمية 
أبنائي وبناتي الطلبة
ها أنتم اليوم تطأون بأقدامِكم واحدة من مراتب درجات سُلَّم صُعودِكم العلمي، ومعه وبه تتصعدون في مدارج الأخلاق والتربية والقيم النبيلة، فالعلم والقيم مُتلازمتان إنسانيتان لا يكتمل التكوين البشري، والسوِّيةُ الآدميةُ إلاّ بهما، فالعلم في غالبه كَسْبٌ ومُعاصرة، والقيم في غالبيتها فِطْرة وأصالة، فَامْزجوا الأصالة الصافية بالمعاصرة النظيفة، يَتولَّدُ لكم مخلوق رائع وسَامِقٌ تفتخر به الحياة، ويَعِزُّ به الإنسان، وَتَسْعدُ به البشرية، وتَتِمٌّ به مكارمُ الأخلاق التي بُعثَ بها نبيُّ الرحمة ورسولُ الخلق محمدٌ صلى الله عليه وسلم القائل " إنَّما بُعِثتُ لأُتمِّم مكارم الأخلاق".
إخواني وأخواتي المعلمين والمعلمات
تبقى المصطلحات والمفاهيم في الكتب والمناهج حروفاً وكلمات وجُملاً جامدة لا حياة فيها ولا حَيَوِّية، حتى إذا تلاعبت بها قُدراتِكُم الفنَّية وخبراتكم العمليِّة وتجارُبِكم الحيوية صارت الحروف خيوطاً من شُعاعٍ لامعٍ وتحوَّلت الكلمات مَنارات من ضوءٍ ساطعٍ، وأضحت الجمل فضاءاتٍ لدرب بيَّن واسع.
فانْفُخُوا في جَوامِد الحروف والكلمات رُوحَ الحياة والجمال والجلال بأسلوب الرِّقة مع الرصَانة واللين مع الحزم لِتَكون شراباً سائغاً حُلو المذاق يشفي غليل المُتلهِفِ للعلم والمُتشِّوقِ للمعلومة، ويُضِيفُ في كُلِّ عبارة جديداً، وفي كُلِّ فقرة مُفيداً، يَجْذِبُ بالأداء الحسن والأسلوب الشائق المُمَّيزِ أذهان صِغار تلاميذكم وأفهام كبار طَلبتكم، عندها يصبح التعليم مطلباً ومتطلباً إلزامياً ومُتعة يومية مستدامة، وتُصبح المدرسة شوقاً والكتاب صديقاً وخَير جليسٍ.
إخواني وأخواتي المعلمين والمعلمات
رسالتكم بَيرَقٌ في كَفِّ يَمينِكُم فاحْرِصُوا على أن تكون بَيارقِكُم خَفَّاقة دوماً تُرفرِفُ في سماء مدارسكم وفَضَاءات عُقول تلاميذكم ورَحْب أجواء وطنكم وأمتكم.
أبنائي وبناتي الطلبة
- العلم نبراس، والتربية، قيم، والسلوك شاخصٌ ودليلُ رفعة وسُمو.
- سطِّروا في كرَّاساتِكم ذوب الفن الأخلاقي، وسَنَام الأدب الإنساني، وعِشْقَ المحبة والسماحة الإيمانية والوطنية.
- واكتبوا على لوحات عقولكم وأفْهامِكم أحلام آبائِكم وأُمهاتِكم، وآمال مجتمعكم ورَغَائِب وطنكم وأشواق أمَّتكم ودِينِكم.
- عندما يكون الأمل حياةً في النفوس والهِمَمُ جاهزةً للتألّقِ، والأهدافُ مُحددَة المعالم واضحة، والنوايا خالصةً صادقةً، عندها يكون الشُّعور بلذة الجهد لا يفصل الناهد لها سوى إلزامية الزمن ومُستحقات الأقدار ومشيئة الخالق سبحانه.
أما الأردن – جوهرة تاج الرأس- وسوسنة الورد، وزنبقة الرياحين، والحصن الحصين لأهله الأنصار وإخوانه المهاجرين، فهو الوديعة والأمانة في أعناقكم أجمعين، فعاهدوه على أن يبقى خالياً من العُنف والتطرف والإرهاب، نظيفاً من الفساد والفوضى، عَصياً على المكائد والمؤامرات.
مُوحداً مرفوع الهامة والقامة، واضح الهوية حريصاً على الوحدة الوطنية، تحميه سواعدكم وتفديه نفوسكم وتَعْشقُه قلوبكم، تَسْعَون لِرفعَتِه وعزِّته وكرامته في كل حرف تقرؤون وتكتبون عندها تصبحون في وطنكم أعزَّةً وشرفاء تطاولون بنواصيكم السماء.
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " التوبة 105. 
 
في الختام .. 
نبارك لكم عامكم الدراسي الجديد .. الذي يتزامن مع  نفحات العام الهجري الجديد وذكرى الهجرة النبوية الشريفة،  فكل عام وأنتم بخير، متأملين أن يكون عام خير ملؤه الخير والتوفيق والنجاح والتفوق .. ولا ننسى أن نعبر عن خالص مواساتنا وصادق تعازينا لوفاة الدكتور أحمد الحجايا نقيب المعلمين وهو التربوي والمربي والإنسان النبيل، له الرحمة ولذويه وللأسرة التربوية الصبر وحسن العزاء ..
 
 حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الحق والخير والنجاح خطاكم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته